فصل: فصل في مقصود السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم




.سورة الإخلاص:

.فصول مهمة تتعلق بالسورة الكريمة:

.فصل في فضل السورة الكريمة:

قال مجد الدين الفيروزابادي:
فضل السّورة:
صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّه قال: «{قُلْ هُوَ اللَّهُ أحد} يعدل ثلث القرآن»، وصحّ أَنَّ بعض الصّحابة كان إِذا صَلَّى أَضاف {قُلْ هُوَ اللَّهُ أحد} إِلى السّورة الَّتي يقرؤها بعد الفاتحة، فسأَله النبي صلى الله عليه وسلم عن سبب ذلك فقال: إِنى أُحبّها يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: «حُبّك إِيّاها أَدخلك الجنَّة».
وفيه من الضَّعيف حديث أُبي: «مَنْ قرأ هذه السّورة حين يدخل منزله نُفِى الفقرُ عن منزله».
وقال: «مَنْ قرأها مرَّة بورِك عليه، ومَنْ قرأها مرّتين بورك عليه وعلى أَهل بيته، ومن قرأها ثلاثا بورك عليه وأَهله وماله، ومَنْ قرأها اثنتى عشرة مرّة بُنى له بكلّ مرّة قصرٌ في الجنَّة، ومَنْ قرأها مائة مرّة كفِّر عنه ذنب خمس وعشرين سنة، ومَنْ قرأها أَربعمائة مَرّة كُفِّر عنه جميع ذنوبه- ما خلا الدّماءَ والأَموال، ومَنْ قرأها أَلف مرّة لم يمت حتى يَرَى مكانه في الجنَّة.
وقال جبريل: ما زلت خائفا على أُمّتك حتى نزلت {قُلْ هُوَ اللَّهُ أحد} فَأَمِنْتُ عليهم.
وقال: رأَيتُ ليلة أُسْرِى بى ملائكة يبنون قصرًا في الجَنَّة، فأَمسكوا عن البِناءِ، فقلت لماذا أَمسكتم؟ فقالوا نفِدتِ النفقة. فقلتُ وما النفقةُ؟ قالوا قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أحد} فإِذا أَمسكوا عن القراءة أَمسكنا عن البناءِ»
.
وفيه حديث على: «يا علي مَنْ قرأها ضحك الله إِليه يوم يلقاه، ويُدخله الجنَّة آمِنًا، وأَعطاه الله بكلّ آية قرأها ثوابَ نبىٍّ». اهـ.

.فصل في مقصود السورة الكريمة:

.قال البقاعي:

سورة الإخلاص وتسمى الأساس والمقشقشة وقل هو الله أحد، مقصودها بيان الحقيقة الذات الأقدس ببيان اختصاصه بالاتصاف بأقصى الكمال للدلالة على صحيح الإعتقاد للإخلاص في التوحيد بإثبات الكمال، ونفي الشوائب النقص والاختلال، المثمر لحسن الأقوال والأفعال، وثبات اللجاء والاعتماد في جميع الأحوال، وعلى ذلك دل اسمها الإخلاص الموجب للخلاص، وكذا الأساس والمقشقشة، قال في القاموس: المقشقشتان الكافرون والإخلاص أي المبرئتان من النفاق والشرك كما يقشقش الهناء الجرب، الهناء: القطران، وقال الإمام عبد الحق في كتابه الواعي: كما يبرئ المريض من علته إذا برئ منها- انتهى. وهو مأخوذ من القش بمعنى الجمع، فسميتا بذلك لأنها تتبعنا النفاق بجميع أنواعه، وكذا الشرك والكفر فجمعتاله ونفتاه بذلك لأنها تتبعنا النفاق بجميع أنواعه، وكذا الشرك والكفر فجمعناه ونفتاه عن قارئهما حق القراءة، وقد تقدم الكلام على هذا الاسم مبسوطا في براءة وكذا اسمها {قل هو الله أحد} دال على مقصوزدها بتأمل جميع السورة وما دعت إليه من معاني التبرئة اليسيرة الكثيرة، وهذه السورة أعظم مفيد للتوحيد في القرآن، قال الرازي: والتوحيد مقام يضيق عنه نطاق النطق لأنك إذا أخبرت عن الحق فهنالك مخبر عنه ومخبر به مجموعهما، وذلك ثلاث، فالعقل يعرفه ولكن النطق لا يصل إليه سئل الجنيد عن التوحيد فقال: معنى تضمحل فيه الرسوم وتتشوش فيه العلوم ويكون الله كما لم يزل وقال الجنيد أيضا: أشرف كلمة في التوحيد ما قاله الصديق رضي الله عنه: سبحانه من لم يجعل لخلقه سبيلا إلى معرفته إلا بالعجز عن معرفته. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

.بصيرة في: {قل هو الله أحد}:

السّورة مكِّيّة.
وآياتها خمس في عدّ المكِّيّين، والشَّاميّين، وأَربع عند الباقين.
وكلماتها إحدى عشرة وحروفها سبع وأَربعون.
المختلف فيها آية {لَمْ يَلِدْ}.
فواصل آياتها على الدال.
ولها عشرون اسمًا: سورة التوحيد، وسورة التفريد، وسورة التجريد، وسورة الإِخلاص، وسورة النجاة، وسورة الولاية، السّابع نسبة الرّب، لقوله (لكل شيء نِسْبة ونسبة الرّب قل هو).
الثامن سورة المعرفة.
التَّاسع سورة الجمال.
العاشر المقشقشة.
وقد سبق في {قُلْ يا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} الحادى عشرة: المعوّذة.
الثَّانى عشر سورة الصّمد.
الثَّالث عشر الأَساس.
الرّابع عشر المانعة.
الخامس عشر المَحْضِرة؛ لأَنَّ الملائكة تحضر لاستماعها من القارئ.
السّادس عشر المنفِّرة، لأَنَّها تنفِّر الشَّيطان.
السّابع عشر البراءَة، أي من النّفاق.
الثامن عشر المذكّورة.
التَّاسع عشر الشافعية.
العشرون سورة النور؛ لما في الخبر: إِنَّ لكلّ شيء نورًا، ونورُ القرآن {قُلْ هُوَ اللَّهُ أحد}.

.معظم مقصود السّورة:

بيان الوحدانيّة، وذكر الصّمد، وتنزيه الحقّ من الولد والوالد والولادة، والبراءَة من الشركة والشريك في المملكة.
السّورة محكمة. اهـ.

.فصل في متشابهات السورة الكريمة:

قال مجد الدين الفيروزابادي:
ومن المتشابه: قوله تعالى: {اللَّهُ الصَّمَدُ} كُرّر ليكون كلّ جملة بها مستقلَّة بذاتها، غير محتاجة إِلى ما قبلها.
ثمّ نَفَى عنه سبحانه الولد بقوله: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولد}، والصّاحبة بقوله: {وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُوًا أحد}.

.فصل في التعريف بالسورة الكريمة:

.قال ابن عاشور:

سورة الإخلاص:
المشهور في تسميتها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفيما جرى من لفظه وفي أكثر ما روي عن الصحابة تسميتُها سورة (قل هو الله أحد).
روى الترمذي عن أبي هريرة، وروى أحمد عن أبي مسعود الأنصاري وعن أم كلثوم بنت عقبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قل هو الله تعدِل ثلث القرآن» وهو ظاهر في أنه أراد تسميتها بتلك الجملة لأجل تأنيث الضمير من قوله: «تَعدل» فإنه على تأويلها بمعنى السورة.
وقد روي عن جمع من الصحابة ما فيه تسميتها بذلك، فذلك هو الاسم الوارد في السنة.
ويؤخذ من حديث البخاري عن إبراهيم عن أبي سعيد الخدري ما يدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اللَّهُ الواحد الصمد ثُلُثُ القرآن» فذكر ألفاظًا تخالف ما تقرأ به، ومحمله على إرادة التسمية. وذكر القرطبي أن رجلًا لم يسمه قرأ كذلك والناس يستمعون وادعى أن ما قرأ به هو الصواب وقد ذمه القرطبي وسبّه.
وسميت في أكثر المصاحف وفي معظم التفاسير وفي (جامع الترمذي): (سورة الإخلاص) واشتهر هذا الاسم لاختصاره وجمعه معاني هذه السورة لأن فيها تعليم الناس إخلاص العبادة لله تعالى، أي سلامة الإعتقاد من الإِشراك بالله غَيره في الإِلاهية.
وسميت في بعض المصاحف التونسية (سورة التوحيد) لأنها تشتمل على إثبات أنه تعالى وأحد.
وفي (الإِتقان) أنها تسمى (سورة الأساس) لاشتمالها على توحيد الله وهو أساس الإِسلام. وفي (الكشاف): روى أبي وأنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أُسَّتْ السماوات السبع والأرضون السبع على{قل هو الله أحد}». يعني ما خلقت إلا لتكون دلائل على توحيد الله ومعرفة صفاته.
وذكر في الكشاف: أنها وسورة الكافرون تسميانِ المقشقشتين، أي المبرئتين من الشرك ومن النفاق.
وسماها البقاعي في (نظم الدرر) (سورة الصمد)، وهو من الأسماء التي جمعها الفخر. وقد عقد الفخر في (التفسير الكبير) فصلًا لأسماء هذه السورة فذكر لها عشرين اسمًا بإضافة عنوان سورة إلى كل اسم منها ولم يذكر أسانيدها فعليك بتتبعها على تفاوت فيها وهي: التفريد، والتجريد لأنه لم يذكر فيها سوى صفاته السلبية التي هي صفات الجلال، والتوحيد كذلك، والإخلاص لما ذكرناه آنفًا، والنجاة لأنها تنجي من الكفر في الدنيا ومن النار في الآخرة، والولاية لأن من عرف الله بوحدانيته فهو من أوليائه المؤمنين الذين لا يتولون غير الله والنِّسبة لما روي أنها نزلت لما قال المشركون: أنسُب لنا ربك، كما سيأتي، والمعرفة لأنها أحاطت بالصفات التي لا تتم معرفة الله إلا بمعرفتها والجَمال لأنها جمعت أصول صفات الله وهي أجمل الصفات وأكمَلها، ولما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله جميل يحب الجمال» فسألوه عن ذلك فقال: «أحد صمد لم يلد ولم يولد»، والمُقَشْقِشَة يقال: قشقش الدواءُ الجرب إذا أبرأه لأنها تقشقش من الشرك، وقد تقدم آنفًا أنه اسم لسورة الكافرون أيضًا، والمعوِّذة لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان بن مظعون وهو مريض فعوّذه بها وبالسورتين اللتين بعدها وقال له: «تعوّذ بها». والصمد لأن هذا اللفظ خص بها، والأساس لأنها أساس العقيدة الإسلامية والمانعة لما روي: أنها تمنع عذابَ القبر ولفحات النار والمَحْضَرْ لأن الملائكة تحضر لاستماعها إذا قرئت. والمنفِّرة لأن الشيطان ينفر عند قراءتها والبرّاءة لأنها تبرِّئُ من الشرك، والمُذَكِّرة لأنها تذكر خالص التوحيد الذي هو مودَع في الفطرة، والنور لما روي: أن نور القرآن قل هو الله أحد، والأمان لأن من اعتقد ما فيها أمن من العذاب.
وبضميمة اسمها المشهور: {قل هو الله أحد} تبلغ أسماؤها اثنين وعشرين.
وقال الفيروز آبادي في (بصائر التمييز): إنها تسمى الشافية فتبلغ واحدًا وعشرين اسمًا.
وهي مكية في قول الجمهور، وقال قتادة والضحاك والسدي وأبو العالية والقرظي: هي مدنية ونسب كلا القولين إلى ابن عباس.
ومنشأ هذا الخلاف الاختلاف في سبب نزولها فروى الترمذي عن أبيّ بن كعب، وروَى عبيد العطار عن ابن مسعود، وأبو يعلى عن جابر بن عبد الله: أن قريشًا قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم انْسُبْ لنا ربك. فنزلت {قل هو الله أحد…} إلى آخرها. فتكون مكية.
وروى أبو صالح عن ابن عباس: أن عامر بن الطفيل وأرْبَد بن ربيعة أخا لبيد أتيا النبي صلى الله عليه وسلم فقال عامر: إِلاَمَ تدعونا؟ قال: «إلى الله»، قال: صفه لنا أمن ذهب هُو، أم من فضة، أم من حديد، أم من خشب؟ يحسب لجهله أن الإِلاه صنم كأصنامهم من معدن أو خشب أو حجارة فنزلت هذه السورة، فتكون مدنية لأنهما ما أتياه إلا بعد الهجرة.
وقال الواحدي: إن أحبار اليهود (منهم حُيَيْ بن أخطب وكعب بن الأشرف) قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم صِف لنا ربّك لعلنا نؤمن بك، فنزلت.
والصحيح أنها مكية فإنها جمعت أصل التوحيد وهو الأكثر فيما نزل من القرآن بمكة، ولعل تأويل من قال: إنها نزلت حينما سأل عامر بن الطفيل وأربدُ، أو حينما سأل أحبارُ اليهود، أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ عليهم هذه السورة، فظنها الراوي من الأنصار نزلت ساعتئذ أو لم يضبط الرواة عنهم عبارتهم تمام الضبط.
قال في (الإِتقان): وجمع بعضهم بين الروايتين بتكرر نزولها ثم ظهر لي ترجيح أنها مدنية كما بينته في (أسباب النزول) اهـ.
وعلى الأصح من أنها مكية عُدّت السورة الثانية والعشرين في عداد نزول السور نزلت بعد سورة الناس وقبل سورة النجم.
وآياتها عند أهل العدد بالمدينة والكوفة والبصرة أربع، وعند أهل مكة والشام خمس باعتبار{لم يلد} آية {ولم يولد} آية.
أغراضها:
إثبات وحدانية الله تعالى.
وأنه لا يقصد في الحوائج غيره وتنزيهه عن سمات المحدثات.
وإبطال أن يكون له ابن.
وإبطال أن يكون المولود إلاهًا مثل عيسى عليه السلام.
والأحاديث في فضائلها كثيرة وقد صح أنها تعدل ثلث القرآن. وتأويل هذا الحديث مذكور في شرح (الموطأ) و(الصحيحين). اهـ.

.قال الصابوني:

سورة الإخلاص:
مكية.
وآياتها أربع آيات.
بين يدي السورة:
* سورة الإخلاص مكية، وقد تحدثت عن صفات الله جل وعلا الواحد الأحد، الجامع لصفات الكمال، المقصود على الدوام، الغني عن كل ما سواه، المتنزه عن صفات النقص، وعن المجانسة والمماثلة، وردت على النصارى القائلين بالتثليث، وعلى المشركين الوثنئين، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا، الذين جعلوا لله الذرية والبنين. اهـ.